مريم محمود
يعرف غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام لقب “بعمر الخيام”نظرا لعمل والده كان عالم وفيلسوف وشاعر فارسي،وذهب البعض لأصوله العربية،ولد في نيسابور بإيران عام 1038 م، وتوفي 1124م.
وكان يدرس مع صديقين له، فلما أصبح صديقه نظام الملك وزيرًا للسلطان ألب أرسلان ثم لحفيده ملكشاه، خصص له مائتين وألف مثقال يتقاضاها من بيت المال كل عام من خزينة نيسابور، فضمن له العيش في رفاهية مما ساعده على التفرغ للبحث والدراس.
وعاش معظم حياته في نيسابور وسمرقند، وكان يتنقل بين مراكز العلم الكبرى مثل بخارى وبلخ وأصفهان رغبة منه في التزود من العلم وتبادل الأفكار مع العلماء، وهكذا صار لعمر بن الخيام الوقت الكافي للتفكير بأمور وأسرار الحياة، بعد أن توفّرت له أسباب المعيشة.
يعتبر أول من اخترع حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط وهو صاحب” الرباعيات المشهورة”، وتخصص في الرياضيات،الفلك،اللغة،الفقه،التاريخ.
ويعد أول من استخدم الكلمة العربية “شيء” التي رسمت في الكتب العلمية البرتغالية (Xay) وما لبثت أن استبدلت بالتدريج بالحرف الأول منها “x” الذي أصبح رمزاً عالمياً للعدد المجهول، وقد وضع الخيام تقويما سنوياً بالغ الدقة، وقد تولى الرصد في مرصد أصفهان.
وترجع شهرته إلى عمله في الرياضيات حيث حًلَ معادلات الدرجة الثانية بطرق هندسية وجبرية، كما نظم المعادلات التكعيبية وحاول حلها كلها، ووصل إلى حلول هندسية جزئية لمعظمها، وقد بحث في نظرية ذات الحدين عندما يكون الأس صحيحاً موجباً، ووضع طرقاً لإيجاد الكثافة النوعية، كما برع في الفلك أيضاً، وقد طلب منه السلطان ملكشاه سنة 467 هـ/1074 م مساعدته في تعديل التقويم الفارسي القديم، ويقول سارطون إن تقويم الخيام كان أدق من التقويم الجريجوري.
ويشتهر برباعيات الخيام هي مقطوعة شعرية بالفارسية، مكونة من أربعة أبيات، يكون الشطر الثالث فيها مطلقا بينما الثلاثة الأخرى مقيدة.
وكان في أوقات فراغه يتغنى برباعياته، وقد نشرها عنه من سمعها من أصدقائه، وبعد عدة ترجمات وصلت لنا كما نعرفها الآن، ويرى البعض أنها لا تنادي إلى التمتع بالحياة والدعوة إلى الرضا أكثر من الدعوة إلى التهكم واليأس، وهذه وجهة نظر بعض من الناس، وقد يكون السبب في ذلك كثرة الترجمات التي تعرضت لها الرباعيات، زيادة على الإضافات، بعد أن ضاع أغلبها.
من جهة أخرى هناك اختلاف حول كون الرباعيات تخص عمر الخيام فعلا، فهي قد تدعو بجملتها إلى اللهو واغتنام فرص الحياة الفانية، إلا أن المتتبع لحياة الخيام يرى أنه عالم جليل وذو أخلاق سامية، لذلك يعتبر بعض المؤرخين أن الرباعيات نسبت خطأ للخيام.
وٌمًنِ أشُهّر مًؤلَفُآتٌهّ “شرح ما أشكل من مصادرات كتاب أقليدس”،” الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسم مركب منهما”، “رسالة في الموسيقى”.
