c
غير مصنف

حمزة موسي يكتب: وراء كل رجل عظيم إمرأة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين وعلي آله وصحبه اجمعين وبعد فإنه يطيب لي، أن أتحدث عن فضل المرأة ومكانتها في الحياة

{هنً لِباسٌ لَكم وأنتم لِباسٌ لهنً} [1] سورة لقمان الأية 14″النساء شقائق الرجال “[2]الحديث رواه السيوطي في الجامع الصغير رقم [2560]

تكريم الإسلام للمرأة 

إن الاسلامَ يخاطب الرجال والنساء على السواء ويعاملهم بطريقة شبه متساوية, وتهدف الشريعة الاسلامية بشكل عام الي غاية متميزة وهي الحماية، ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة عمالها من حقوق ويٌبدى اهتماما شديدا بضمانها، فالقرأن الكريم والسنة النبوية  يخٌضًان على المرأة بعدلٍ ورفقٍ.

تكريم الاسلام للمرأة بكونها أمًا

لقد كرم الإسلام المرأة بكونها أماً بأن أوصى الأبناء بحسن  معاملة , الآباء , وخاصةً الام ,فقد صور القرأن الكريم هذا الأمر في تصوير بليغ ومعجز في كثير من مواضعه، فقال تعالي {:وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[3]الاسراء 23.

وقال تعالى {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[4]العنكبود 8.

[ads1]

وقد ورد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم “فقد جاء رجل الي الرسول صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم أمك، قال: ثم من ؟ قال : أمك،  قال: ثم من ؟ قال :أمك ، قال ثم من ؟ قال ابوك” [5] رواه البخاري عن أبي هريرة رقم[5971]

تكرم الاسلام المرأة بكونها زوجة 

ومما يذكر في هذا الموضع ما أوصى به النبي صلى الله علي وسلم  في حجة الوداع   اوصى بالنساء فقال: “فاتقوا الله في النساء، فإنكم اخذتموهن بامانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله”[6]رواه الالباني في كتاب صحيح الجامع الصغير وزياته رقم [2068]
وقال : ايضا “ان النساء شقائق الرجال “[7]رواه السيوطي في الجامع الصغير رقم [2560]

تكرم الاسلام للمرأة بكونها بنت 

جاء النبي صلى الله عليه وسلم , كرم البنت , وجعل لها حقوقا وعليها واجبات , وحذر من قضية وأد البنات التى كانت منتشرة في الجاهلية , وأمر القرآن بعدد توريت البنات.

تكريم المرأة في المسيحية

إنه يظهر لي في بعض كتبهم أن الدين المسيح يخاطب الرجال والنساء على السواء.”غير أن الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل في الرب.لأنه كما أن المرأة هي من الرجل هكذا الرجل أيضا هوبالمرأة “[8][1كورنثوس11:11ـ12,و14:33]
وأيضا:”أيها الرجال أحبوا نساءكم ولا تكون قساة عليهن”[9][كولوسي 19:3]

أما وراء كل رجل عظيم إمراة

ويكفى في الاقرار بفضلها أن أول قلب خفق بالإسلام وتألق بنوره قلب إمراة فاضلة نبيلة، وهي خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وليس بعد ذلك من تشريف للمرأة في الاسلام ورفع لقدرتها , فتعال نتابع ميسرتها في الوقوف الى جانب الدعوة الوليدة.

لئن لقى النبى صلى الله عليه وسلم من رجال قريش مالقى من صَد وإيذاء فقد وفقت إلى جانبه وفقتاً خديجة بنت خويلد واستحقت بهذا انت تكون خير نساء العالمين , وكيف لا تكون كذلك وهي أم المؤمنين.

ويقول رسولنا صلى الله عليه وسلم “آمنت بي إذ كفرالناس وصدقتنى وكذبنى الناس وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس “[10]
وحملت اللواء مع الرسول صلى الله عليه وسلم ,من اللحظة الاولى, تجاهد وتكابد,تفقد ثورتها وتعادى قومها، وتقف من وراء زوجها ونبيها حتى الرمق الاخير .

وقد كانت للنبى صلى الله عليه وسلم , منذ أول ساعات النبوة أول مؤيدً، لقد نزل له الروح الأمين أول مانزل في غار في الجبل فأقرأه ماشاء الله أن يُقرئه من أيات الكتاب الكريم، ثم أخذ يتراءى له في الطريقه بين السماء والارض ، فلا يلتفت يمينه ولا يسره حتى يراه ،  فيقف لايتقدم ولا يتأخر .

كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، بين شعاب الجبل ، وفي وحشة الطريق ، فلا أنيس ولاسمير ولا معين ولا نصير، فأنصرف إلى خديجة فزعاً مرعوباً بما سمع ورأى ، فلما بصرت به فقالت: أين كنت يا أبا القاسم ؟ فحدثها حديثه فقالت : أبشر يأبن عم فوالذى نفسي بيده, إني لأرجو أن تكون نبى هذه الأمم, لم ير منها إلاتثبتا لقلبه، أو ترويحا لنفسه، وتأييدا لأمره، وأثلجت قلبه.
وأيضا:لاننسى أثرعائشة رضى الله عنها حيث أخذ عنها الحديث كبار الصحابة وكثير من النساء الأحكام المتعلقة بهن .

ذات يوم اقتربت منه والدته ورأته شارد الذهن وقالت: له مايشغلك يا بني ؟ التفت إليها قائلاً : أريد حضور مجالس العلم والعلماء لأكتب العلم وأدرسه فرحت الأم بطلب ابنها وشجعته عليه قائلة :نعم يابني …بفضل الله أتتمت حفظ القرآن الكريم وحان وقت طلب العلم

كان اسمها : العالية بنت شريك بن عبدالرحمن
وهو مالك بن أنس
فألبسته أجمل الثياب وعممته بعمامة وقالت له : اذهب فأكتب الآن.
ولم يتوقف دور أم أنس عند ذلك، بل ساعدته في إختيار المعلم والأستاذ وكان أشهرهم في ذلك الوقت ربيعة بن أبي عبدالرحمن فتقول له : اذهب إلى ربيعة فتعلم من ادبه قبل علمه.

فذهب وتوالت السنوات وصار مالك إماماً فذا من ائمة الاربعة المعروفين في الفقة الاسلامي ، كانت والدته معلمة ووالده ناشطا سياسيا,لم يكن لم يكن لديه خيار سوى الذهاب إلى المنفى في الولايات المتحدة ، عند ما كان توماس أديسون في الثامنة من عمره ، عاد إلى البيت من المدرسة وهو يشعر بالأسف ،لأن معلمه كلفه بتسليم مذكرة إلى والدته، قرأتها أمه ،أمام نظرات ولدها المترقبة لمحتوى المذكرة، سألها قائلا “ماذا يوجد”؟ بدموع في عينيها قرأت لإبنها محتويات تلك الرسالة المتضمنة :”ابنك عبقري، هذه المدرسة متواضع جدا بالنسبة له ,وليس لدينا معلمون جيدون لتعليمه,من فضلك,علميه في المنزل” عانقته وأخبرته ألا يقلق، وأنها من تلك اللحظة ستهتم بتعليمه بنفسها ، وبعد سنوات أصبح مخترعاً مرموقاً على مستوى العالم ,كان إسمها”نانسى إليوت” وبعد وفاتها وجد المذكرة التى أرسلها المعلم إليها في ذلك اليوم ,فقرأ ما بداخلها”ابنك مريض عقليا ولا يمكننا السماح له بالذهاب إلى المدرسة بعد الآن”  بكى بعد ما قرأ الكلمات الحقيقية في المذكرة ,ولاحقا كتب في مذكراته”توماس ألفا أديسون كان طفلاً مريضاً عقلياً,ولكن بفضل أم بطلة أصبح عبقري القرن”.

ولاشك أن لوالدتي وأختي عليهما فضلاً كبيراً وأثراً عظيماً في تشجعي على الدراسة والإعانة عليها ضاءف الله مثواهم وجزاهم عني خير الجزاء.

 ومما لاشك فيه أن البيت الذي تسودة فيه المودة والمحبة والرأفة والتربية سيؤثر على الرجل فيكون بإذن الله موفقا في أمره ,وناجحا في أي عمل يسعى إليه ,والله أسأل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى ,وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .

بقلم الكاتب
حمزة عطية موسى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى