c
غير مصنف

قضبان سكك “حضيض” مصر.. متى تشبع من دماء المصريين ؟

شادي مشرف

بقلم – شادي مشرف

الصحفي مطالب دائما أن يصف الحدث كما يرى، لكن هذا الحادث لا أستطيع تجسيده، فبمجرد وصولي إلى محطة مصر لتغطية الحادث محطة مصر، والاقتراب لمقر الحادث أصبت بحالة من الشلل الكامل، لم أتصور المشهد ولم أصدق وحاولت إقناع نفسي بأن هذا مشهد من فيلم أجنبي أبدعه مخرج عالمي.

النار تلتهم الجميع.. الجثث تتطاير في كل مكان.. الضحايا تهرول بعد أن نشب فيهم النيران .. رائحة الموت تملأ المكان ..أب يحتضن ابنه الذي تحول لقطعة فحم ويصرخ “محلتيش غيره” الناس تحاول تهدئته ليترك الجثة ولكنه التصق بها، صورة مأساوية للغاية هنا في أشهر معالم السكة الحديد محطة مصر.

بينما كانت مياه المطافئ تنهمر تطفئ الحريق، كانت دمعي تسيل دون إرادة لتطفئ نار أخرى اشتعلت بداخلي، لكنها لم تتمكن على عكس الأولى.

حوادث القطارات في مصر.. مسلسل بلا نهاية فلا تزال حلقاته تعرض كل يوم.. ولم تكتب بعد نهاية لهذه الدراما المأساوية ..حادث تلو آخر يؤكد اننا لم نتدارك الأخطاء، ولم تعد لدينا ألية فعالة لحل مشاكلنا المستعصية.

[ads1]

نزيف مستمر يحصد الأرواح ويرفع فاتورة الخسائر, يفقدنا الجزء الأكبر من مواردنا المادية والبشرية، فبمجرد وقوع الكارثة نفاجأ بتصريحات عنترية وعبارات رنانة سرعان ما تتلاشى كأن شيئا لم يكن حتى نفيق على كارثة جديدة فمتى يتوقف سلسال الدم.

سؤال متى تدركه الإجابة، ربما لم نجد إجابة ما دمت هيئة سكك حضيض مصر غارقة في الإهمال والعشوائية تفتقر للإدارة الواعية والحزم والتطوير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى