
الكتاب الجامعي معضلة حقيقية أمام تطوير التعليم الجامعي في مصر وذلك لأسباب كثيرة منها مايلي:
أولاً: أدي إلي جمود المناهج الدراسية وعدم قدرتها علي مواكبة التطور الحديث في التخصص ، فتغيير الكتاب أو تطويره في كثير من الأحيان يرتبط بتسويقه وليس باعتبارات علمية؛ ولذلك لم يخل الكتاب الجامعي في كثير من الأحوال من الحشو والتكرار والجمود وعدم ملاحقة التطور في العلم.
ثانياً: أصبح الكتاب الجامعي في بعض الكليات رافداً لزيادة دخل أعضاء هيئة التدريس في ظل تدني دخولهم بصورة كبيرة وهو ما أدي في هذه الكليات أن الذي يدفع رواتب أعضاء هيئة التدريس هم الطلاب في حقيقة الأمر ومع مغالاة البعض في أسعار الكتب ارتبط ذلك بفساد الامتحانات وجمودها وتهديد الطلاب لشراء الكتاب، وزيادة العبء علي الطلاب وأسرهم، وللأسف نشأ في كثير من الكليات لاسيما الأعداد الكبيرة مافيا تجارة الكتب، واستحداث أساليب لتسويق الكتاب الجامعي جبراً بين الطلاب (الورقة الملونة – تطلب تقديم بحث ….إلخ)
ثالثاً: ضعف رقابة الأقسام العلمية علي المحتوي الدراسي وعدم القيام بمهامها المنوطة بها في توصيف المناهج وتطويرها علي الوجه الذي تطلبه القانون.
رابعاً: هزلية وسائل التقييم وتخلفها حيث أن الامتحانات اعتمدت علي الحفظ والتلقين. وعلي هامش ذلك نشأت تجارة بائسة حول الجامعات وفِي محيطها (نسخ الكتب بطريقة مخالفة للقانون، ملخصات، توقعات س و ج ، التجارة في أدوات الغش وغير ذلك كثير)، وقام اقتصاد فاسد حول الجامعات، بين السريات نموذجاً، وبجانب كل جامعة منطقة مشابهة.
ومن خلال رئاستي لجامعة القاهرة 2013/2017 أدركنا هذا الخطر وواجهنا هذا الجمود عبر وسيلتين أساسيتين كما يلي:
الوسيلة الأولي:
الكتاب الإلكتروني: وذلك بتحويل الكتاب الورقي إلي كتاب مرجعي إلكتروني وتوفيره علي موقع كل كلية مع الحفاظ علي حقوق المؤلفين
وتشجيع التأليف الجماعي وتطوير المناهج أولاً بأول. وتخفيض سعره حيث انخفضت أسعار الكتب من 800 جنيه في العام إلي 160 جنيهاً في العام (كتب دار العلوم والتجارة نموذجاً)
الوسيلة الثانية:
تطوير الامتحانات لكي تقوم علي الفهم وليس الحفظ والتلقين، ولذلك اتجهنا كما يحدث في كل جامعات العالم الحديثة والمتقدمة والسابقة في التصنيف إلي نظام امتحانات البابل شيت الذي يقوم علي الفهم والاستيعاب .
ومواكبة لذلك أنشأنا مركز تصحيح إلكتروني بالجامعة ولأول مرة في الجامعات المصرية وكان حدثاً غير مسبوق – وأعتقد أنه غير ملحوق حتي الآن – يستطيع تصحيح 4000 ورقة إجابة في الساعة.
وتم تطبيق النظام في الجامعة ولاسيما كليات العلوم الإنسانية كلياً علي كلية التجارة ودار العلوم وجزئياً علي الحقوق والآداب .
وعلي الرغم من تخوف الطلاب من تغيير نظام الدراسة والامتحان إلا أنهم سرعان ما تحمسوا له .
وبذلك واكبت جامعة القاهرة أفضل الجامعات عالمياً في نظم الامتحان والتدريس وكان ذلك بفضل جهود مجتمعها الأكاديمي من أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب، فطوبي لهم.






