![]() |
| الكاتب الصحفي عمرو فاروق |
من حين لأخر تتكشف حقيقة تنظيم الإخوان، ومخططه داخل المجتمعات في صناعة العقول المتطرفة، وتجنيد الشباب لكيانات مسلحة، ليظهر الوجه الأخر من ارتمائها في حواضن العدو المحتل، والتطبيع مع الكيان الصهيوني تحت عشرات الدعوات المزيفة.
فقد استضافت اسرائيل، الإخواني الهارب إلى تركيا، أبو بكر خلاف، الذي انتقل من تركيا خلال الساعات الماضية إلى تل أبيب، بعد حصوله على تأشيرة سفر من السفارة الإسرائيلية، للمشاركة في مؤتمر الأمن القومي الإسرائيلي السنوي والذي ينظمه معهد دراسات الأمن القومي بإسرائيل في الفترة من 27 إلى 29 يناير(كانون الثاني) 2019.
![]() |
| أبوبكر خلاف |
وأبو بكر خلاف، هو الإخواني الذي اشترك في صناعة فيلم “سيناء.. حروب التيه”، الذي بثته قناة الجزيرة، في يوليو 2018، وحمل إساءة بالغة للجيش المصري ودوره في مواجهة الإرهاب، وأثبت بالدليل القاطع دعم قطر للتنظيمات التكفيرية المسلحة في مصر بالمال والسلاح والدعم الإعلامي.
وقائع نصب
تخرج خلاف في كلية الآداب جامعة عين شمس، قسم عبري، وعمل فور تخرجه في المعهد الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة، لمدة ثلاث سنوات، وتم فصله في واقعة نصب.
خلال 2012 أعلن أبو بكر خلاف، المقرب من قيادات مكتب إرشاد جماعة الإخوان في مصر، تأسيس ما يسمى بنقابة الإعلام الإلكترونية، بهدف استقطاب وتجنيد الصحفيين والإعلامين، لصفوف التنظيم، لكنها لم تحصل على أي تراخيص رسمية من قبل الدولة المصرية، ونصب من خلالها على عدد كبير من الصحفيين وتحصل على مبالغ مالية طائلة.
استأجر خلاف مقرا لنقابته الوهمية بالمبنى اليوناني للجامعة الأمريكية بمبلغ 12 ألف دولار شهريا، قبل أن ينتقل للمقر الجديدة بالدقي، كما تلقى تمويلات قطرية على حساب رقم (20060/ 92783)، بأحد البنوك.
كما تحول مقر النقابة الإعلاميين الالكترونية الوهمية، مقرا لأجهزة تصوير ومونتاج خاصة بقناة الجزيرة، وشركة (O2) القطرية للتدريب الإعلامي، التي يديرها الإخواني، حاتم الأنصاري، وتلك الشركة هي نفسها التي كانت تمول موقع “مصر العربية”، على حساب في بنك قطر الوطني رقم (- 77 20314809745)
في عام 2015 ألقت الأجهزة الأمنية المصرية القبض على خلاف، في واقعة تخص تصوير أماكن سيادية في الدولة، وتورطه في صناعة تقارير إعلامية تهاجم الدولة المصرية، وإفشاء أسرار متعلقة بالأمن القومي المصري، وبثها عبر قنوات مكملين، والجزيرة، وشبكة رصد الإخوانية، فتمت إحالته للتحقيق في القضيتين 4449 و4748 لسنة 2015.
خطابات متبادلة
خلال علمية القبض اكتشفت الأجهزة الأمنية، خاطبات متبادلة بين خلاف وقيادات إسرائيلية للهروب خارج البلاد إلى إسرائيل تحت غطاء من جامعة تل أبيب، منها رسالة باللغة العبرية من جامعة تل أبيب توجه فيه الدعوة لخلاف لزيارة إسرائيل بناء على طلبه بداية من شهر أغسطس عام 2015 لإعداد بحث عن البعد الاجتماعي في روايات الأديبة الإسرائيلية سارة إنجيل.
الخطاب العبري كشف أن “ميخائيل جلوزمان” رئيس القسم الأدبي بكلية الآداب بجامعة تل أبيب، يرحب باستضافة خلاف، ويعرب عن استعداده لمساعدته خلال إقامته في إسرائيل، وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة الخاصة بالبحث الميداني والاستعانة بأرشيف مكتبة الجامعة، والدعوة ذكرت أن الإسرائيلي “إييال زيسر”، عضو هيئة التدريس بجامعة تل أبيب ورئيس مركز “ديان”، لمنطقة الشرق الأوسط والدراسات الإسرائيلية هو القائم بتوجيه الدعوة التي ستسهل حصول القيادي الإخواني على تأشيرة دخول إسرائيل وتعد توصية لكل العناصر المتصلة بالبحث.
وفي يناير 2016 تم الإفراج عنه بكفالة على ذمة القضية، ليتمكن بعدها من الهرب عن طريق السودان ومنها إلى تركيا، ليمكث بها ويقدم فقرة بعنوان “بالعبري” عبر قناة “مكملين” الإخوانية.
لقاءات سرية
لم يكن أبو بكر خلاف الوحيد الذي اترمى في أحضان الكيان الصهيوني فقد سبقه قيادات مكتب الإرشاد، وعقدوا لقاء خاصا مع السفير الإسرائيلي بالقاهرة، بهدف التخطيطي لإسقاط نظام مبارك ودعم الجماعة في الوصول للسلطة مقابل الاعتراف بإسرائيل.
وهي التفاصيل التي كشف عنها نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين السابق، الدكتور محمد حبيب، من أن لقاء خاصا جمع كل عدد من قيادات الإخوان والسفير الإسرائيلي بالقاهرة، خلال احتفال السفارة الأمريكية، في يوليو 2009، بالتنسيق مع ريتشارد أرميتاج مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بهدف التعاون في إسقاط نظام مبارك، ودعم الإخوان في الوصول للحكم مقابل الالتزام بأمن إسرائيل، وضم الوفد وقتها كل من سعد الكتاتني، وسعد الحسيني، وحازم فاروق.
وهي الرواية التي كان شاهدا على صحتها الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، حافظ أبو سعدة، وقال إن السفير الإسرائيلي التقى بالفعل وفد الإخوان بقيادة سعد الكتاتني خلال احتفال السفارة الأمريكية بعيد الاستقلال في يوليو(تموز)2009، وتنحّى بهم جانبا بحضور مساعد وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد ارميتاج.
عصام العريان
وفي عام 2012 ، أدلى عضو مكتب الإرشاد، الدكتور عصام العريان، بتصريحات من شأنها تحمل دلالات التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهي التصريحات التي دعي فيها الصهاينة، للحصول على ممتلكاتهم التي تركوها في مصر، بعد طردهم منها عقب اندلاع الحرب بين مصر وإسرائيل، ومن ثم العودة إلى مصر، تاركين أرضهم للفلسطينيين كي يعيشوا فيها.
وهي التصريحات، التي استخدمها الكيان الصهيوني، في إثبات ممتلكاته داخل القاهرة، ومطالبته الدولة المصرية بدفع تعويضات مالية من خلال دعوى قضائية، قدرت وقتها بما يقرب من 2 مليار دولار وأكثر.
شيمون بيريز
ولم يكن عصام العريان أيضا، هو الوحيد الذي رفع راية التطبيع مع الكيان الصهيوني، فقد سبقه رسالة بخط الرئيس المعزول، محمد مرسي، وجهها إلى شيمون بيريز، وسلمها السفير المصري بإسرائيل، عاطف سالم، للكيان الصهيوني، عزى فيها الرئيس الإخواني نظيره الإسرائيلي في وفاة أحد أقاربه، بادئا رسالته بـ “عزيزي وصديقي العظيم شيمون بيريز”، تلك الرسالة التي تم تسريبها للصحافة المصرية، والتي شنت بعدها هجوما شرسا على مرسي وجماعته التي لطالما تنادي بعدم الاعتراف بإسرائيل، وبعد صعودها إلى سدة الحكم اعترفت ضمنيا بإسرائيل من أول سطر في الرسالة حيث قال “إلى فخامة رئيس دولة إسرائيل”.
صفقة الشاطر
كما سبقهم نائب مرشد الإخوان، خيرت الشاطر، الذي عقد صفقة مع أمريكا قيمتها 8 مليارات دولار، دفعتهم إدارة أوباما للإخوان مقابل السماح للفلسطينيين بإقامة دولة لهم على الأراضي السيناوية، بهدف تسهيل إبرام اتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين، وإنهاء القضية الفلسطينية الإسرائيلية المشتعلة منذ عام 1948.
وزير خارجية إسرائيل
لم تنته قصة تطبيع الإخوان مع الكيان الصهيوني هنا، لكن أكدها وزير الخارجية الإسرائيلي السابق في حكومة إيهود باراك، شلومو بن عامي، عندما طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم فرض حظر على جماعة الإخوان، واعتبارها جماعة إرهابية، قائلا: إن وجود الجماعة في الحكم، خلال فترة رئاسة محمد مرسي، كان مفيدا لإسرائيل بشكل كبير أثناء فترة الحرب على غزة في أغسطس2012.

