c
غير مصنف

عمرو فاروق يكتب: تنظيم “القاعدة” وحرب البيانات الوهمية داخل مصر

الباحث عمرو فاروق

زعمت جماعة “أنصار الإسلام”، الموالية لتنظيم القاعدة، قيامهما بتنفيذ عددا من العمليات الوهمية داخل مصر على مدار الأيام الماضية، وأصدرت بيانا تحت مسمى “ضرب الرقاب”، تبنت فيه مسؤولية استهداف سيارة مدير أمن أسيوط، اللواء جمال شكر، بعبوة ناسفة زُرعت فيها، مما أسفر عن مقتله وإصابة اثنين من مرافقيه في 29 مايو الماضي.

ونشرها بيانا أخر في نفس اليوم تحت عنوان “الإنذار الأخير”، أعلنت فيه مسؤوليتها عن استهداف مستودعات شركة قارون للبترول التابعة لشركة أباتشي الأمريكية بمحافظة الجيزة.

هي وقائع مخالفة تماما لما كشفته البيانات الرسمية لوزارة الداخلية المصرية.
ويمكن حصر تشكيل تلك الجماعة المزعومة في عدة نقاط، لتوضيح حقيقة قيامها بنشر بيانات وهمية بهدف تضليل الرأي العام، وزعزعة استقرار الدولة المصرية.
أولاً: “أنصار الإسلام” هي جماعة موالية فكريا لتنظيم القاعدة .

ثانياً: كان مخططا لها أن تكون أحد الكيانات الرئيسية لتنظيم القاعدة في مصر وليبيا، بعد ضمها لعدد من الخلايا والكيانات الموالية لتنظيم القاعدة، مثل تنظيم “المرابطون”، الذي أسسه عشماوي بالتعاون مع ضابط الجيش المفصول، عماد عبد الحميد.

على غرار ما تم من اندماج عدد من التنظيمات الإرهابية المسلحة النشطة في الصحراء الكبرى، ودول الساحل الإفريقي، في عام 2017 ، تحت مسمى جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، وضم جماعة أنصار الدين، وإمارة الصحراء الكبرى (6 كتائب تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي)، وكتيبة المرابطون، وكتائب ماسنا، وأعلنت بيعتها لأيمن الظواهري تحت قيادة إياد آغ غالي، وأمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود.

[ads1]

ثالثاً: كان من المرجح أن تصبح جماعة “أنصار الإسلام”، المحطة الرئيسية لمختلف العمليات الإرهابية المخطط تنفيذها داخل مصر وليبيا، باعتبار أن ايمن الظواهري كان يجهز عشماوي ليكون المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة، فيما بعد، وايجاد حاضنة جغرافية لتنظيم داخل مصر، وتحديدا على الحدود المصرية الليبية.

رابعاً: يقظة الأجهزة الأمنية المصرية، بالتنسيق مع الجيش الليبي، حالت دون اتمام هذا المخطط، وقضت على مشروع الظواهري وهشام عشماوي، في السيطرة على مصر وليبيا، وذلك من خلال القضاء على معسكر درنة، الذي كان يمثل نقطة الارتكاز والانطلاق للعمليات التي تنفذها خلايا تنظيم القاعدة، والمشيط المستمر للمنطقة الغربية داخل مصر.

خامساً: جماعة “أنصار الإسلام”، تختلف تماما عن جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” الموالية لتنظيم القاعدة في منطقة بالساحل والصحراء الإفريقية، التي يقودها إياد أغ غالي، وتنشط في مالي وبوركينافاسو والنيجر.

سادساً: ظهرت جماعة “أنصار الإسلام” لأول مرة في المشهد المصري إثر إصدارها في 3 نوفمبر2017، بيانا تبنت فيه “هجوم الواحات” بتاريخ 20 أكتوبر2017، وأسفر عن استشهاد 16 شرطيا من ضمنهم 6 ضباط من جهاز الأمن الوطني.

سابعاً: أقرت جماعة “أنصار الإسلام”، في بيانها الأول بمقتل مجموعة من عناصرها على يد الجيش المصري في أكتوبر 2017، اثناء ملاحقة العناصر التكفيرية، وفي مقدمتهم نقيب الصاعقة والقيادي السابق بجماعة أنصار بيت المقدس، عماد الدين عبد الحميد.

ثامناً: القضاء على عماد عبد الحميد، وعمر رفاعي سرور، والقبض على هشام عشماوي، يكشف حقيقية انهيار التكوين التنظيمي الوليد، وصعوبة انتشار وتحرك فلوله، في ظل السيطرة الأمنية داخل مصر.

تاسعاً: في محاولة لإيجاد حيز من التواجد وارباك الأجهزة الأمنية سعت مؤخرا جماعة “أنصار الإسلام”، تبني عمليات وهمية بهدف تضليل الراي العام، ردا على القبض على هشام عشماوي، مثل إعلانها في بيان نشرته بعنوان “عملية ضرب الرقاب”، في 2 يونيو2019 مسؤوليتها عن استهداف سيارة مدير أمن أسيوط بعبوة ناسفة زُرعت فيها مما أسفر عن انقلاب السيارة ومقتل مدير الأمن اللواء جمال شكر وإصابة اثنين من مرافقيه في 29 مايو الماضي، وهو أمر منافي تماما للواقع لكونها حادث تصادك طبيعي.

كما أعلنت في بيان أخر نشرته في نفس اليوم، تحت عنوان “الإنذار الأخير” عن استهدافها مستودعات شركة قارون للبترول التابعة لشركة أباتشي الأمريكية في منطقة دهشور بمحافظة الجيزة بقذائف (آر بي جي) في 31 مايو الماضي، كما أعطت الجماعة مهلة 60 يوما لشركات البترول الأجنبية: أباتشي الأمريكية وبريتش بتروليم البريطانية، وإيني الإيطالية، تدعوهم لإيقاف أعمالها داخل مصر.
وبناء عليه قامت السفارة الأمريكية بتحذير رعايها من تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مصالحها داخل مصر، في 4 يونيو2019، وقالت عبر موقعها الرسمي: “تستمر الجماعات الإرهابية في التخطيط لهجمات في مصر وقد تهاجم بدون أي تحذير”.

عاشراً: اتجهت جماعة “أنصار الإسلام”، للسير في نفس الاتجاه الذي تخطو فيه لجان الإخوان المسلحة، من القيام بتبني عمليات وهمية، والقفز على بعض الأحداث الطبيعية، في محاولة للظهور واثبات الوجود، وإحداث بلبلة داخل الشارع المصري، والتشكيك في رواية الأجهزة الأمنية.

مثل ذلك قيام حركة “حسم” في 23 يناير الماضي، ادعائها بتنفيذ هجوم على قوة أمنية أعلى الطريق الدائري بالجيزة، بتفجير سيارة مفخخة، وذلك بعد عدة أيام من وقوع حادث تصادم بين سيارتين أحدهما نصف نقل، والأخرى ملاكي، في نفس المنطقة، لإيهام الشارع بأن الواقعة كانت عملا إرهابيا استهداف الأجهزة الأمينة.
ومن ثم هناك عملية توافق بين لجان الإخوان المسلحة، وجماعة أنصار الإسلام، في إطار التفاهم والتعاون الذي حدث بين تنظيم القاعدة وبين جماعة الإخوان، وقيام الصفحات الرسمية لتنظيم القاعدة على التليجرام، بنشر كل أخبار الإخوان، والعكس يتم مع تنظيم القاعدة من قبل الصفحات الرسمية للإخوان.

والدليل على ذلك قيام صفحات اللجان الإخوانية المسلحة، بنشر فيلما وثائقيا تحت عنوان “الواحات الكمين القاتل”، كشف تفاصيل عملية “الواحات البحرية” التي تبنت مسؤوليتها جماعة “أنصار الإسلام”، في 20 أكتوبر2017، ووقعت أحداثها عند منطقة الكيلو 135 بطريق الواحات بالصحراء الغربية، وراح ضحيتها 16 ضابطاً من قيادات الأمن الوطني والعمليات الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى