
بعد عقود من الأبحاث والتجارب، حقق معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية إنجازًا هامًا بزراعة أشجار البن في الأراضي المكشوفة في مصر، وتعود هذه النتائج الإيجابية إلى هدية من أشجار البن من دولة اليمن الشقيقة، والتي فتحت الباب أمام إمكانيات جديدة لزراعة هذا المحصول الاستراتيجي في مصر.
زراعة البن في مصر

وتعد هذه الخطوة بمثابة ثمرة 40 عامًا من العمل الدؤوب والمثابرة من قبل الباحثين المصريين، الذين سعوا جاهدين للتغلب على التحديات المناخية والبيئية التي واجهتهم خلال هذه الفترة، ويشكل هذا الإنجاز علامة فارقة في تاريخ زراعة البن في مصر، حيث يمهد الطريق لزيادة الإنتاج المحلي من هذا المشروب المحبب، وتقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج.
وتستورد مصر حاليًا حوالي 70 ألف طن من البن سنويًا، مما يشكل عبئًا كبيرًا على الاقتصاد الوطني، ولكن مع نجاح زراعة البن محليًا، تصبح مصر على أعتاب تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول، مما يؤدي إلى وفورات اقتصادية كبيرة، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الأمن الغذائي المصري.
مصر نجحت في زراعة البن لأول مرة

قالت الدكتورة نهاد مصطفى، استشارى زراعة البن والأستاذ المتخصص فى الزراعات الاستوائية فى مركز بحوث الجيزة، والمشرفة على حقول البن المصرية، إن مصر نجحت في زراعة البن لأول مرة بعد 40 عامًا من التجارب، وذلك بفضل جهود فريق من الباحثين في مركز بحوث البساتين ومركز بحوث الجيزة والقناطر والمركز القومي للبحوث.
وأضافت الدكتورة نهاد مصطفى، أنه تم زراعة شتلات البن تحت أشجار المانجو والنخيل والأفوكادو في البداية لتوفر الرطوبة اللازمة لنموها، لكن نجحت زراعة البن لاحقًا تحت الشمس مباشرة مع بداية عملية الحصاد، مشيرة إلى أن هناك فريق كبير من الباحثين يعملون فى ليل نهار لنجاح تجربة البن المصرى، والتى تتميز بأنها أعلى انتاج يضع مصر فى بداية الطريق لزراعة البن، وهذا الفريق من مركز بحوث البساتين ومركز بحوث الجيزة والقناطر والمركز القومى للبحوث.
الظروف المناخية الحالية ساعدت على نجاح التجربة

وتابعت نهاد مصطفى، أن الفريق عمل على زراعة شتلات البن تمهيدا لانتشارها بين المزارعين، مشيرة إلى أن الظروف المناخية الحالية ساعدت على نجاح التجربة وبنسبة كبيرة، حيث أن الأبحاث بدأت على أرض الواقع منذ عام 2007، ولازالت مستمرة لتطوير الشجرة، كما تم عمل مقارنات بين الزراعة داخل الصوب الزراعية والزراعة المكشوفة.


