
في لحظات مأساوية على طريق «الجلالة – السخنة»، انقلبت حافلة تقل طلابًا من جامعة الجلالة، ما أسفر عن وفاة 12 طالبًا وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وقد وقع الحادث أثناء رحلة العودة إلى بورتو السخنة بعد يوم دراسي طويل، حيث تحولت الأجواء المفعمة بالضحك والمحادثات إلى كارثة مروعة تملأ قلوب الجميع بالألم والحزن.
ملابسات الحادث.. أعطال ميكانيكية وسرعة مفرطة
وفقًا لشهادات الناجين، لاحظ بعض الطلاب تصاعد دخان أسود كثيف من الحافلة قبل الحادث، مما أثار قلقهم، وعلى الرغم من استفسارهم من السائق حول حالة المركبة، أكد لهم أن الأمور تحت السيطرة، ومع ذلك، زاد السائق من سرعته بشكل غير معتاد في منطقة منحدر خطير، ما أدى في النهاية إلى فقدانه السيطرة على الحافلة عند محاولة التفاعل مع منحنى حاد في الطريق، وأظهرت التحقيقات الأولية فشل الفرامل في إيقاف الحافلة، مما تسبب في انقلابها عدة مرات.
شهادات الناجين.. لحظات الرعب والنجاة بأعجوبة
«أحمد»، طالب بكلية الطب، أحد الناجين من الحادث، قال: “كنا نضحك ونتحدث كعادتنا في الرحلات اليومية، فجأة شعرت بأن الحافلة تميل، ثم سمعت صوتًا قويًا، عندما استعدت وعيي، رأيت زملائي متناثرين، بعضهم يتألم والبعض الآخر بلا حركة.”
أما «علي»، طالب في السنة الثانية، فقد روى تجربته قائلاً: “كل شيء حدث بسرعة، عندما أفقت، كنت عالقًا تحت الجثث، ولم أتمكن من التحرك حتى بدأ البعض بإزالة الركام، كان المشهد مرعبًا.”
السائق تحت تأثير المخدرات وتعطل الفرامل سبب الحادث
باشرت النيابة العامة التحقيق في ملابسات الحادث، حيث تم إرسال فريق إلى موقع الحادث لفحص الحافلة والاستماع إلى شهادات الطلاب الناجين، أظهرت التحقيقات الأولية وجود خلل في الفرامل، كما أثبتت التحاليل تعاطي السائق لمادة مخدرة، بناءً على ذلك، أصدرت النيابة العامة قرارًا بحبس السائق أربعة أيام على ذمة التحقيق في انتظار نتائج التحاليل النهائية.
جامعة الجلالة تتبرأ من مسؤولية الحافلة
في بيان رسمي، نفت جامعة الجلالة مسؤوليتها عن الحافلة، موضحة أنها تتبع شركة نقل خاصة يستأجرها الطلاب بشكل مستقل، وأثار هذا التصريح الجدل حول معايير السلامة التي تتبعها شركات النقل الخاصة ومدى التزامها بضمان سلامة الركاب.
مطالبات بتحسين معايير السلامة على الطرق
في ضوء هذا الحادث المأساوي، دعت أسر الضحايا والطلاب إلى اتخاذ إجراءات فورية لتحسين معايير السلامة على الطرق، ومراقبة خدمات النقل الخاصة التي يستخدمها الطلاب بشكل يومي لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل.

